أدب الموت

الجمعة، 31 أغسطس 2007

إنه لا يزال يزورنا.. لم أكن أعلم

منذ عام كامل توفى والدى رحمه الله عز وجل وبعد وفاته بعدة أسابيع كتبت موضوعا بعنوان إنه يزورنا

ولكنى لم أكن أعلم أننى مع موعد جديد للقاء ذاك الزائر مرة اخرى بعد عام كامل ومع نفس المرض الذى ادى لوفاة والدى، ولكنه هذه المرة مع زوجة عمى .

العجيب أن المرة الماضية لم أكن بجوار والدى فى لحظاته الأخيرة وكان ابن عمى هناك فى سفر والدى هو من يرعاه ويرعى أسرتى ويقضى طلباتهم.
لم أكن أعلم أن الأيام ستمر وتدور دورتها لأكون انا هنا بجوار والدته وأسرته وهو هناك تفصله عنهم آلاف الكيلو مترات.

فى العام الماضى كنت أسابق الزمن لأحصل على التأشيرة ولأسافر لأكون بجوار والدى ولكن قضاء الله كان قد سبق وتم دفنه قبيل سفرى بيومين
لم أكن أعلم أن ابن عمى سيحاول هو أيضا الوصول بأسرع ما يكون ولكن القدر لم يمهله إلا أن يلقى نظرة وداع على والدته قبيل دفنها.

فى العام الماضى تساءلت من ياترى ينظر إليه ملك الموت ويتامله عادا عليه انفاسه وساعاته الأخيرة.
لم اكن أعلم أن زوجة عمى والتى تسكن على بعد خطوات من بيتنا هى من ينتظر ملك الموت لحظة قد قدرت من قبل أن تولد ليقبض روحها

منذ أيام كانت كيانا حيا يرقد على سرير فى تلك الغرفة فى المستشفى
لم نكن نعلم أنه قد بدأ العد التنازلى لكى نحملها على اكتافنا وندخلها بأدينا إلى ظلمة قبرها ووحشته

منذ أيام كنت فى زيارتها وطلبت منى أن أقرأ لها قرآنا وأدعو لها وعلى استحياء فعلت راجيا من الله شفاءها
لم أكن أعلم أنه بعد ساعات قليلة سأدخل إلى ذات الغرفة وأقرأ القرآن ولكن هذه المرة راجيا من الله ان يرحمها ويغفر لها ويثبتها

منذ شهر وبعض أيام كانت هى تركب معنا سيارتنا فى سفر لبلدنا فى أحد المحافظات لنقوم بواجب العزاء فى قريبة لنا ولها
لم نكن نعلم أنه بعد شهر سيكون واجب العزاء فيها هى وسياتى الأقراب من البلد لحضور عزائها

اللهم يا رب فاغفر لها وارحمها وثبتها وتجاوز عنها ولقها برحمتك رضاك حتى تبعثها آمنة مطمئنة يوم القيامة.

حقا اخوانى انه لا زال يزورنا
posted by ومضات .. أحمد الجعلى at 8:50 ص

1 Comments:

لا حول ولا قوة الا بالله

البقاء الله


اللهم الهم اهلها الصبر والاحتساب

وقد بدأ يزور الناس كثيرا هذه الايام

ولا يرحم بزيارته كبيرا او صغيرا

وزيارته تؤثر فينا خاصة اذا زار من هم بالقرب منا وقريبين منا

فاللهم الهمنا الصبر عند الصدمة الاولى الاحتساب

31 أغسطس 2007 في 2:44 م  

إرسال تعليق

<< Home