أدب الموت

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2007

وداعا علاء

عمر الجارحى يكتب وداعا ..علاء

كانت الساعة العاشرة صباحا .. وربما قبل ذلك بقليل .. استيقظ مسرعا ليرتدي ثيابه ويخرج ليكمل اعماله وصفقاته .. ويحقق احلامه وطموحاته ومشاريعه التى ارادها

لم يكن يدور بخلده ان هذه هى اخر مرة يزرر قميصه .. لم يكن ليعلم ان هناك شخص ما فى مكان ما مكتوب له ان يخلع عنه قميصه بليل .. لم يدري ان هذه هى اخر مرة يخرج فيها من بيته .. وانه سيذهب الى بيت اخر غير الذى اعتاد عليه .. لم يعلم انه لن يرى امه واخوته مرة اخرى الا فى بيت غير البيت .. ومكان غير المكان ... وعالم غير العالم
ربما كان يؤمل ان يعود الى البيت ليتناول وجبة عشاء بين اهله واخوته .. يا الله لم يستطع ان يحقق اخر امانيه

كم هى صعبة هذه الحياة ... مالى وللدنيا .. ومال الدنيا ومالى

كنت انا بين اهلى اتناول العشاء .. بينما كان هو يصارع الموت و يلفظ اخر انفاسه فى دنيا فانية

هل كان يعلم ان هذه السيارة التى سيركبها .. ستكون اخر ما يركب
هل كان علم ان ملك الموت قد نزل من السماء ليقبض روحه
هل علم ان هذه اخر مكالمة له فى الدنيا ؟؟

كم هى صعبة هذه المشاعر



غلبتنى عيناي واحسست برغبة فى النوم .. ذهبت لانام ولا شئ غير عادى

ومن حظى العاثر انى وضعت الموبايل بجانبى

واذا بى استيقظ على رنين مزعج .. كان صلاح يتصل بى

لم استطع الرد عليه .. وكنت اتوقع انى ساخرج فى نزهة اخرى ليلا

او انه يريد الحديث معى فى شئ

ووجدت رسالتين على الموبايل .. فتحت الاولى .. فاذا بى اجد بها وفاة اخونا ...

انتفضت .. اخونا من ؟؟ افتح الرسالة ايها الجهاز الغبى

فتحتها فاذا بالصاعقة


علاء جبة

يا الله

اهو هو !!

هل هو علاء الذى اعرفه ام انه تشابه اسماء ؟؟

ظللت ابحث هل يقصد ابوه .. ام امه .. ام احد اقاربه ؟؟

فتحت الثانية .. فاذا بها نعى لنفس الاسم

قمت مسرعا .. اتصلت بصلاح

ما هذا الذى حدث ؟؟

وكيف حدث .. لم يتمالك احد منا نفسه

اغلق صلاح الهاتف قبل ان يكمل

فوجئت بعدها بعشرات الاتصالات من اشخاص عديدين

وما يفوق سبعة رسائل كلها تنعى شخصا واحدا

لم استطع الرد على اى اتصال

الكثير اتصلوا .. ولم استطع ان ارد على احد منهم

قمت لكى اذهب الى اى مكان .. دخلت غرفة اخى التى بها الكمبيوتر



ويا سبحان الله

كان نائما والقرآن يتلى

وكان يقرأ الاية

" كل من عليها فان () ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام () فبأى الاء ربكما تكذبان "

لا نكذب ابدا ً

ذهبت بعدها .. اتصلت باحمد الريدي .. هل حقا مات علاء يا احمد ؟؟

اجب .. ما الذى حدث يا احمد

سكوت

اغلقت الهاتف

ظللت فترة لا اتحرك .. غلبتنى دموعى

ذهبت الى الجهاز اتفقد صور علاء عندى

هل حقا لن اراك ثانية ؟؟

هل حقا لن ارى اسمك على هاتفى مرة اخرى

لا .. انا فى حلم

لابد ان المقصود شخص اخر

قمت وتوضأت وصليت ركعتين

ولا اذكر انى دعيت بشئ الا لعلاء .. وبدعاء اللهم بلغنا رمضان

نعم لقد مات علاء قبل رمضان بيومين

يااااااااه .. ما اصعبها من حياة

ان تكون مشتاقا الى شهر الخيرات و يسبق عليك الكتاب

ان تنوي وتعزم على المضى قدما مسرعا الى الله .. و يكون قدر الله سابق

يارب .. هل سنعيش الى رمضان .. ان سيسبق علينا الاجل

-------------------------------------------------


علاء عصام جبة .. من الشخصيات المرحة ولديهم حس الدعابة بشكل كبير

كان يسبقنى بعام فى الدراسة فى الكلية

كل من تعرف عليه احبه حبا كبيرا ... حقا كان شخصا غير اعتياديا

بعدما تخرج بدأ يأخد الاعمال التى كان يقوم بها والده ... وبدأ يتوسع فيها ويحقق فيها نجاحات كبيرة

والله ان العين لتدمع .. وان القلب ليحزن .. وانا على فراقك يا علاء لمحزونون
ولكن لا نقول الا ما يرضى ربنا .. انا لله وانا اليه راجعون
عزائنا انك قد مت شهيدا

مات علاء .. ماتت احلام علاء .. ماتت روح علاء بيننا

وداعا ً .. علاء جبة
--------------
متابعة: علاء مات شهيدا .. غريقا بعد ان انقلبت السيارة الى كان يقودها ابن خاله
على طريق ترعة المريوطية يوم الاحد مساءا
رحمه الله .. وشفى ابن خاله شفاءا لا يغادر سقما
-----------

هؤلاء أيضا كتبوا يودعون علاء
سباعى يكتب : وداعا أخى وحبيبى علاء جبة
عمرو كمال: قلب آخر لم يخلق للحياة
محمد عبد العاطى يكتب: علاء مات
أحمد الجعلى يكتب: أرغب فى نظارة شمسة
شاهين يكتب: علاء لا تنسى .. موعدنا الحوض
أحمد يكتب: علاء رحل
وائل يكتب : وداعا يا أعز الأصدقاء

posted by ومضات .. أحمد الجعلى at 4:13 ص

2 Comments:

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا

فى فيديو عملته لعلاء

موجود عندى فى المدونة

اذا امكن اضافته

جزاكم الله خيرا كثيرا

ولا تنسوا الدعاء له

12 سبتمبر 2007 في 10:21 ص  

انا لله وانا اليه راجعون
اللهم اغفر له وارحمه
واكتبه عندك من الشهداء

20 أكتوبر 2007 في 10:15 ص  

إرسال تعليق

<< Home